يعتبر المسواك، الذي يطلق عليه، أيضا، فرشاة الأسنان النباتية، أداة لتنظيف الفم، ويستخدم في تنقية الأسنان واللثة من الشوائب، بفضل تأثيره الفعلي والكيميائي. ويرجع استعمال أعواد المسواك إلى قرون خلت في الشرف الأوسط وجزء كبير من إفريقيا وآسيا، وتعتبر هذه المناطق موطنه الأصلي، إذ تستخرج هذه الأعواد من جذر شجرة تسمى سلفادورا بيرسيكا، تكريما لخوان سلفادور بوسكا، الصيدلاني الإسباني الشهير، وإلى الإمبراطورية الفارسية، التي تعتبر من الأنواع النباتية المستوطنة، ولكن يمكن استبداله ببعض الأنواع الأخرى، التي يطلق عليها، عموما، أشجار فرشاة الأسنان!
شجرة المسواك، وعود الأراك
تستخدم مختلف أجزاء هذه الشجرة، مثل الأوراق، والزهور، والفواكه والبذور، في مجالات مختلفة، لكن تظل الجذور والفروع هي التي تستخدم في تطبيقات علاجية مهمة، بفضل أعواد فرشاة الأسنان الشهيرة، المعروفة بالمسواك في بلدان الشرق الأوسط. لذا تعرف شجرة “سلفادور بيرسكا”، على نطاق واسع، بشجرة المسواك، وتشتق كلمتي سواك أم مسواك من فعل تَسَوَّك بالعربية، الذي يعني الفرك. ويتعلق الأمر بقطعة من عود الآراك، التي تستعمل في تنظيف الأسنان واللثة واللسان، على غرار فرشاة الأسنان.
ولا يجب الخلط بين المسواك وعرق السوس أو السواك المغربي المستخرج من قشرة شجرة الجوز.
الدمقرطة
انتشر استعمال فرشاة الأسنان النباتية ذات المكونات النشطة المندمجة في مناطق عديدة من العالم بفضل مستخلصات المسواك، التي تثري، حاليا، أنواعا من معجون الأسنان ذات الصيت العالمي، ويتم تطوير منتوجات أخرى من هذه المواد الطبيعية، مثل غسول الفم ومساحيق الإيورفيدا، للاستفادة إلى أقصى حد من مزايا التركيب الكيميائي لأعواد السواك.
توصيات نبوية
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء عند كل صلاة” مروي في [Rapporté par al Bukhari et Muslim]. إنها توصية نبوية كادت أن تصبح واجبا بالنظر إلى فوائد هذه المادة الطبيعية على الصحة.
خصائص مذهلة
يتميز المسواك، إضافة إلى دوره في فرك الأسنان والوقاية من تشكل ترسبات، بمجموعة من الفوائد التي أثبتتها دراسات عبر العالم، إذ أن أعواد المسواك المقطعة حديثا ينتج عنها، عند فركها بالأسنان، مادة على شكل راتنج، تقلص من التصاق الفطريات، مثل المبيضات، على أسطح الأسنان.
كما تمثل حاجزا ضد التسوس ولهاتأثير إيجابي على الأغشية المخاطية، ما يقلل مخاطر التهاب اللثة. ويحتوي، بوجه خاص، على الفلور والكالسيوم والفوسفور وبيكربونات الصوديوم والكبريت وفيتامين “س” و”السيليكا“، التي تلعب دور كاشط يزيل البقع من المينا، ما يجعله مثل المبيض.
ويتركز دوره في محاربة الميكروبات، بوجه خاص، على البكتريا السلبية، التي تسبب أمراض اللثة والفيروسات من صنف “هيربيس”، وتساعد خصائصه المسكنة والمضادة للالتهابات في تخفيف بعض الآلام غير الحادة عند وضعه على الغشاء المخاطي للفم، ما يجعل الفم أقل استقبالا للعوامل المسببة للالتهابات، كما يمكن من إصلاح الجروح المصاحبة.
إضافة إلى ذلك، ذوقه المر قليلا يحفز إفراز اللعاب الذي له، أيضا، خصائص مطهرة، إذ أجريت دراسات في هذا الموضوع، فتبين أن اللعاب الناتج مباشرة عن استخدام السواك يكون أكثر غنى بالكالسيوم. وهكذا، فإن استخدام المسواك له تأثير في إعادة تطعيم اللعاب بالعناصر المفيدة للأسنان.
وإذا أضيفت إلى كل هذه الخصائص المفيدة مسألة أنه يمكن استعماله مرات متعددة وأنه قابل للتحلل البيولوجي، فإن المسواك يتفوق في أوجه عديدة.