صوت العديد منكم لصالح الجزء الأول من تقريرنا المخصص لألم اللثة، والمعروف باسم أمراض اللثة. إليكم معطيات أخرى لتوسيع معرفتكم حول هذا الموضوع الحيوي.
أمراض اللثة والولادة المبكرة
إذا كانت المرأة حاملا وتعاني أمراض اللثة، فهي أكثر عرضة لولادة مبكرة. ما يزال من الصعب جدا فهم كيفية ارتباط هاتين الظاهرتين. قد يكون السبب هو الالتهاب أو العدوى الكامنة، ولكن يبدو أن الحمل والتغيرات الهرمونية المرتبطة به، تجعلان أمراض اللثة أسوأ. تحدثن إلى طبيب التوليد أو طبيب الأسنان لمعرفة كيفية حماية أنفسكن وأطفالكن.
ارتخاء الأسنان وأمراض الكلى
قد يكون البالغون الذين ليس لديهم أسنان أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة، مقارنة مع أولئك الذين ما يزال لديهم أسنان. العلاقة الدقيقة بين أمراض الكلى وأمراض اللثة لم تتضح بعد بنسبة 100 %. لكن الباحثين يقترحون أن الالتهاب المزمن قد يكون خيطا مشتركًا. لذا فإن العناية بأسنانكمl ولثتكمl يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمشاكل مزمنة في الكلى.
اللثة والتهاب المفاصل الروماتويدي
التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض التهابي مزمن يصيب المفاصل ويسبب الألم والعجز. يمكن أن يؤثر المرض أيضا على الأعضاء الداخلية.
ويعتبر الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي أكثر عرضة ثماني مرات للإصابة بأمراض اللثة، مقارنة مع الأشخاص غير المصابين بهذا المرض المناعي الذاتي. الالتهاب هو القاسم المشترك بين الاثنين. بالإضافة إلى ذلك، نظرا لتلف مفاصل الأصابع، غالبا ما يواجه الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي صعوبة في تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط.
حتى أن بعض الدراسات في أمراض الروماتيزم تدعم الفرضية القائلة بأن الالتهاب الموضعي للثة قد يكون سببًا في تحفيز المناعة الذاتية، ما يؤدي إلى التهاب المفاصل الروماتويدي!
هشاشة العظام والأسنان واللثة
هشاشة العظام مرض يضعف العظام، ويتميز هذا الداء بانخفاض كثافة وكتلة العظام، ويصيب بشكل أكثر شيوعا لدى النساء بعد سن اليأس. الرجال أقل عرضة للإصابة بهذا بالمرض، لكنهم غير مستبعدين.
هذا المرض يمكن أن يدمر عظم الفك، خاصة وأن بعض أدوية هشاشة العظام يمكن أن تسبب مرضا نادرا – تنخر عظم الفك المرتبط بـ”البايفوسفونيت” – (ONBP) تم وصفه لأول مرة في 2002. و ما يزال هذا المرض، بعد عشرين سنة، قائما حتى اليوم، خصوصا بسبب عواقبه السريرية المنهكة وتعقيد العلاج. يجب عليكم إبلاغ طبيب الأسنان الخاص بكم، إذا كنتم تتناولون “البايفوسفونيت”.
وفي الوقت نفسه، خلصت دراسة في جامعة نيويورك إلى أن النساء بعد سن اليأس، المصابات بهشاشة العظام، كن أكثر عرضة بنسبة 86 % للإصابة بأمراض اللثة، التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأسنان. في الواقع، يمكن أن يؤدي فقدان كثافة العظام إلى خلق فراغات بين الأسنان والتسبب في ارتخاء تدريجي للأسنان. وهناك عدة عوامل تزيد من صعوبة ملاءمة الأسنان الاصطناعية التقليدية مثل أطقم الأسنان. لذلك فإن تأثير هشاشة العظام على صحة الفم يمكن أن يكون خطيرا للغاية. وفي ظل هذه الظروف، هناك حل واحد فقط، هو الوقاية.
اللثة الباهتة وفقر الدم واضطرابات الأكل الأخرى
عندما يكون لديكم فقر الدم، فهذا يعني أن جسمكم لا يحتوي على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، أو أن مستوى “الهيموجلوبين” في الدم منخفض. إنه خلل يؤدي إلى شحوب الأغشية المخاطية. ويمكن ملاحظة ذلك بشكل خاص في اللثة، التي يصبح شحوبها ملحوظا. في الواقع، هذه الظاهرة المسماة باللثة البيضاء هي علامة شائعة لفقر الدم، والذي غالبا ما يكون مصحوبا بضيق في التنفس وإرهاق.
إنها حلقة مفرغة، لأنه كلما انخفض عدد خلايا الدم الحمراء، كلما انخفضت كمية “الهيموجلوبين”. ونتيجة لذلك، لم تعد الأنسجة والأعضاء تتلقى ما يكفي من الأكسجين.
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية و/ أو الشره المرضي، إلى نقص غذائي خطير غالبا، يمكن أن يؤثر على صحة اللثة وتآكل مينا الأسنان بسبب القيء المتكرر. التهاب اللثة ودواعم الأسنان ورائحة الفم الكريهة تتكاثر وتحدث بسبب نقص الفيتامينات والبروتينات والمعادن. وتظهر الآفات المؤلمة على اللسان والخد من الأشياء المستخدمة للحث على التقيؤ، أو الأصابع التي يتم إدخالها بشكل متكرر في عمق الحلق. الآفات التي تتطلب رعاية مناسبة للثة وإصلاحات كبيرة، لكن قد يكون الأوان فات على المعالجة في بعض الأحيان، عندما تكون اللثة متهالكة للغاية.
التهاب اللثة وداء فقدان المناعة المكتسبة “السيدا”
يمكن للأشخاص اللذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية أن يصابوا بالتهاب اللثة المزمن، الذي يمكن أن يؤدي إلى تلف اللثة. في الواقع، يمكن أن يكون فيروس نقص المناعة المكتسبة “السيدا”، سببا في عدد لا يحصى من آلام الفم، مثل قروح الفم والقلاع الفموي وبثور الحمى والثآليل الفموية، إضافة إلى البقع البيضاء أو الرمادية على اللسان أو داخل الخد…، و يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بـ”السيدا” من جفاف الفم. ما يزيد من خطر تسوس الأسنان، ويمكن أن يجعل المضغ أو الأكل أو البلع أو التحدث أمرا صعبًا. ضعف جهاز المناعة في الجسم يجعله غير قادر على محاربة الالتهابات المختلفة. وتبين أن آفات اللثة لدى هؤلاء المرضى حادة بشكل خاص وتتطلب تنفيذ بروتوكول محدد لمكافحتها، من خلال إدارة اللثة على المدى القصير والطويل.
اللثة السليمة وردية اللون وثابتة وليست حمراء ومنتفخة، وللحفاظ على صحتهما، كونوا متشددين بشأن نظافة أفواهكم. اغسلوا أسنانكم مرتين يوميا على الأقل، واستخدم الخيط مرة واحدة يوميا على الأقل، واغسلوا أفواهكم بمطهر مناسب مرة أو مرتين يوميا، وتجنب التدخين. اخيرا، لا تنتظروا حتى الشعور بالألم من اجل الذهاب لطبيب الأسنان. عليكم أن تذهب إلى هناك مرتين في السنة، حتى عندما يسير كل شيء على ما يرام.