هل يجعل كوفيد-19 أسنانكم تحتك في ما بينها؟ هناك احتمالات، خاصة إذا كنتم تعانون صرير الأسنان.
ما المقصود بصرير الأسنان؟
يقصد بصرير الأسنان احتكاك الأسنان في ما بينها، غالبا بطريقة لا إرادية وليلا، ويكون مصحوبا بأصوات مزعجة للجوار. وقد يتجاهل الشخص المصاب هذا الأمر، في حين أنه ليس دون عواقب. في الواقع هناك ما بين 60 في المائة، و70 من السكان عرفوا، على الأقل تجربة من هذا القبيل، خلال حياتهم. ويكون التوتر والقلق، في الغالب، السبب، إذ يعتبر صرير الأسنان وسيلة لا إرادية للتخلص من التوتر المتراكم خلال النهار. ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون أسناننا على اتصال إلا عندما نأكل. لذلك، كلما ضغطنا على أسناننا أو حككناها مع بعضها، فإننا نساهم في زيادة احتمال إتلافها.
ما العلاقة مع كوفيد-19 ؟
واجه أطباء الأسنان ظهور فيروس كورونا، وباء الأسنان المتشققة والمكسورة. وفي واقع الأمر، فإن القلق المتعلق بـ كوفيد-19 أدى إلى زيادة صرير الأسنان واحتكاكها مع بعضها.
المصارع، على سبيل المثال، عند الاستعداد للنزال، فإنه يشد قبضتيه وفكيه، وعلى غرار ذلك، فإن الأخبار المزعجة تجعل الجسم يرتكز دائما، في حالة القلق على الأسنان، بدل البحث عن الراحة وإعادة الشحن، فالتوتر الدائم يتحول إلى شد غير إرادي للفكين و/ أو احتكاك للأسنان.
لذا، إذا أصبحتم تعانون مشاكل أسنان متكررة، على الرغم من أن نظافة فمك جيدة، أو إذا كنتم تشكون من ألم شديد في الكتفين أو الرقبة أو الأذنين، أو تواجهون أرقا مزمنا، أو وتشعرون بصداع عند الاستيقاظ، منذ ظهور فيروس كورونا – 19، والقلق المصاحب له، أو أنكم تشعرون بانتظام بتوتر في الفك أو تشعرون بتدهور في أسنانكم، فمن المحتمل جدا أن تكونوا من المصابين بصرير الأسنان.
حاولوا أن تتذكروا إذا ما كان والدكم وإخوانكم سبق لهم أن أخبروكم بهذه المشكلة في صغركم. ورغم أن هذا الأمر يقل مع العمر وأن معظم الأطفال يتوقفون عن صرير أسنانهم عندما يفقدون الأسنان اللبنية، فإنه يمكن أن يظهر مرة أخرى عند البالغين خلال حالات التوتر أو القلق. فإذا كنتم من هؤلاء ، يُنصح بارتداء مزراب أسنان خلال النوم، ويمكن لطبيب الأسنان أن يصنع لكم واقيا للأسنان على المقاس لضمان لضمان وضعا ملائما للفم.
عواقب صرير الأسنان
بصرف النظر عن القطع التي تنفصل عنها، فإن التعرية تجعل الأسنان معرضة لمختلف أنواع الإصابات، فالمينا، أكثر ألأنسجة صلابة في الجسم تشرع في التقلص والتحلل تدريجيا ويصبح عاج السن أكثر عرضة. وتصبح الأسنان أكثر حساسية من البرودة والحرارة والحلاوة والحموضة، وتتجلى هذه الحساسية في ألم حاد لظرف وجيز.
يشتكي الأشخاص الذين تحتك أسنانهم من ألم في الفك وعند الاستيقاظ من النوم، أو خلال تناول الوجبات الغذائية. ويمكن أن يسبب صرير الأسنان، أيضا، الصداع وآلام الأذن وتدهور نوعية النوم، ومن تم التعب المزمن.
يمكن أن يسبب صرير الأسنان، أيضا، الصداع وآلام الأذن وتدهور نوعية النوم وبالتالي التعب المزمن. كما يمكن، مع مرور الوقت، أن يدمر عظام الفك والأنسجة الرخوة حول الأسنان ويؤدي إلى مشاكل في المفصل الصدغي الفكي. ولا يمكن إهمال العواقب الاجتماعية، إذ يؤثر ذلك على جمالية الابتسامة، ما من شأنه أن ينعكس سلبا على جوانب عديدة من حياة الشخص، الذي لا يعاني لوحده، بل محيطه أيضا، إذ أن الصوت الصادر عن احتكاك الأسنان يفسد النوم على الأشخاص المحيطين به، وأحيانا يشتكون إلى الشخص الذي يعاني صرير الأسنان، ما يجعلهم يعانون مرتين! وللإشارة، فإن الذين يشكون احتكاك أسنانهم، غالبا ما يعلمون بالأمر من خلال محيطهم.
العيش مع….
يمكن أن يؤثر صرير الأسنان على عدد من جوانب الحياة اليومية، ولكنه ليس خطرا، ويمكن التعايش معه بشكل تام، إذا تم اتخاذ بعض الإجراءات للتقليل من الألم والوقاية منه. هناك، إضافة إلى تركيب جبيرة لحماية الأسنان من التآكل، عدد من الأساليب الوقائية الأخرى لوقف تطور هذه الظاهرة، كما توجد تقنيات تصحيحية لاستعادة وظائف الأسنان.
يقترح على الأشخاص الذين يعانون صرير الأسنان الارتجاع البيولوجي، الذي يسمح بمراقبة احتكاك الأسنان، إذ يتم وضع مجسات على الوجه مرتبطة بمنبه. وتتطلب هذه التقنية معدات متخصصة تحول الإشارات الفسيولوجية، مثل انقباض الفك اللاإرادي، إلى إشارات بصرية أو سمعية أو ذوقية أو اهتزازية. إنه جهاز يجعل المريض يعي أن أسنانه تحتك في ما بينها ويتمكن من التوقف عن ذلك. ويعتبر الارتجاع البيولوجي فعالا للغاية، لكن آثاره تختفي، للأسف، عند توقف العلاج. لهذا السبب بادرت بعض العلامات التجارية إلى عرض أجهزة مصغرة للأفراد، والتي تعتمد على التقنية نفسها، إنها لاسلكية ومريحة، وهي مصممة لتظل متصلة بشكل مريح على الصدغ طيلة الليل. وهكذا، عندما يكتشف المستشعر صرير الأسنان ، فإنه يصدر نبضات كهربائية طفيفة تؤدي إلى إرخاء عضلات الفك. لا تترددوا في التحدث إلى طبيب أسنانكم، لأنه المؤهل لتقديم النصح لكم.