سجل ارتفاع في عدد زيارات طبيب الأسنان بسبب رائحة الفك الكريهة، بعد قرار إجبارية وضع الكمامة. هل يدعو الأمر للاستغراب؟ ليس كثيرا، بالنظر إلى أن الكمامة تلعب دور الحاجز المادي للهواء الذي يخرج من الفم، وبما أن الأنف يظل لفترة طويلة يستنشقه، فإنه يتم الشعور برائحة الفم الكريهة بسرعة، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يميلون إلى التنفس عن طريق الفم بدلا من الأنف، إذ عندما تغطي الكمامة الأنف والفم، فإن الروائح المنبعثة من عملية التنفس لا تجد الوقت الكافي للتبدد في الهواء قبل وصولها إلى فتحتي الأنف. وهكذا، فإن هذه الروائح تظل محاصرة، ويتم الشعور بها، من قبل الشخص الصادرة عنه. وبما أننا نقلل من شرب الماء، خلال ارتداء الكمامة، فإن الفم يجف، علما أن الريق، يعتبر غسول فم طبيعي، يقتل البكتيريا السيئة المسؤولة عن رائحة الفم الكريهة ويقينا من التسوس.
للإشارة، فإن رائحة الفم الكريهة المنبعثة عند الاستيقاظ مردها إلى أن انخفاض إفراز اللعاب خلال النوم.
ويتعين معرفة الأسباب الأخرى المسببة لرائحة الفم الكريهة لمعالجتها بشكل أفضل. وتجدر الإشارة، بهذا الصدد، إلى أن نظامكم الغذائي وعاداتكم يلعبان دورا هاما، إذ يكفي تناول مأكولات ذات رائحة قوية، مثل الثوم أو بعض التوابل، أو تناول القهوى أو الكحول أو التدخين، لتنبعث روائح كريهة، مؤقتا، من الفم. ويتمثل الحل الأول في تجنبها في الابتعاد عن مثل هذه الممارسات.
ويمكن أيضا أن يكون للصيام، كما تلاحظون ذلك خلال رمضان أو الخضوع لحميات غذائية قاسية أو ضعيفة الحمولة بالكربوهيدرات، سببا في انبعاث رائحة الفم الكريهة. وفي مثل هذه الحالات يقوم الجسم بتفكيك الدهون المخزنة في الجسم، ما ينتج عنه مركبات كيميائية تسمى “الكيتونات”، ما يسبب رائحة الفم الكريهة.
من جهة أخرى، يمكن أن تكون رائحة الفم الكريهة أحد أعراض أمراض اللثة. وبالفعل، فإن طبقة الترسبات التي تتراكم يوما بعد يوم على طول اللثة تتحول تدريجيا إلى جير، وهو مادة صلبة صفراء تتكون من البكتيريا وبقايا الطعام الأخرى التي تتراكم وتتصلب ما بين اللثة والسن. ولا تستطيع الآليات والمنتوجات التي تستعملونها في المنزل من معالجة هذه الترسبات، التي تسبب نزيف والتهابات، ما يطلق عليه بالتهاب اللثة. وتظل عمليات إزالة الترسبات، الوسيلة الوحيدة، التي تمكن من حل المشكل مع مرور الوقت.
لحسن الحظ، هناك بعض النصائح التي يتعين اتباعها لتفادي المشاكل التي تعترضكم أثناء ارتداء كماماتكم:
- اشربوا كميات كافية من الماء على مدار اليوم، ما سيجعلكم تتفادون، أيضا، صداع الرأس الناتج عن نقص الماء في الجسم.
- اغسلوا أسنانكم بالفرشاة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، بعد كل وجبة لإزالة بقايا الطعام.
- لا تهملوا مواعيدكم لإزالة الترسبات عند طبيب الأسنان مرتين في السنة.
- تجنبوا تناول بعض المنتوجات، مثل الثوم والبصل والقهوة والتبغ والكحول.
- تناول الحلوى بالنعناع أو العلكة بدون سكر يساهم في رفع إنتاج اللعاب، لكن لا يجب الإفراط في ذلك.